حكم زكاة الفطر، وقت إخراجها وعلى من تجب
زكاة الفطر من أوجه الشكر على نعمة الله بالإفطار بعد صيام شهر رمضان المبارك، وهي تطهير للصائم لما يكون قد وقع فيه من مكروهات خلال صيامه، فتزيل عنه الإثم واللغو. نذكر لك في هذا المقال؛ حكم زكاة الفطر، وشروطها، ووقت إخراجها، ومن يتوجب عليه إخراجها.
حكم زكاة الفطر
زكاة الفطر هي فرض على كل مسلم مهما كان عمره أو جنسه؛ أي أنها مفروضة على الذكور والإناث والصغار والكبار، وهي فريضة نبوية شُرعت في آخر أيام شهر رمضان لتطهير النفس من اللغو والرفث، ولإعطاء الفقراء والمساكين ما يكفيهم عن السؤال في يوم الفطر.
وقد فرضها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «فَرَضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صَدَقَةَ الفطر -أو قال رمضان- على الذَّكر والأنثى والحُرِّ والمملوك: صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، قال: فَعَدَل الناس به نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، على الصغير والكبير». وفي لفظ: « أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة»
وقد ذكر الله تعالى الزكاة في الآية رقم 14 من سورة الأعلى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ"، ويفسّر العلماء أن الزكاة المقصودة في هذه الآية هي زكاة الفطر.
نصاب زكاة الفطر
ليس لزكاة الفطر نصاب؛ أي لا يجب أن يبلغ ما تملكه من مال وذهب مقداراً محدداً حتى تفرض عليك زكاة الفطر.
حكم منع زكاة الفطر
منع زكاة الفطر أو عدم أدائها محرم، فقد فرضها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي عدم أدائها إثم ومعصية.
قيمة زكاة الفطر
تبلغ قيمة زكاة الفطر صاعاً من التمر أو الشعير، أو من غالب قوت أهل البلد؛ كالقمح، والأرز، أو الزبيب، وغيرها. والصاع هو أربعة حفنات في اليد. وهو ما يعادل 2500 غراماً بحسب دائرة الإفتاء العامة الأردنية.
لمن تعطى زكاة الفطر؟
لا تعطى زكاة الفطر إلا للفقراء والمساكين، إلا في حال لم يكن هنالك منهم أحد.
شروط زكاة الفطر
لزكاة الفطر عدّة شروط يجب أن تحققها حتى تكون زكاتك صحيحة، وهي كالآتي:
- لا تجب زكاة الفطر على من لا يجد قوت يومه.
- يجوز أن تعطي زكاة فرد واحد إلى عدة فقراء.
- يجوز جمع زكاة عدة أشخاص وإعطاؤها لفقير واحد.
- لا يجوز نقل الزكاة من بلد لآخر، إلا للضرورة.
- يجوز للمرأة الغنية أن تعطي زكاة الفطر لزوجها الفقير، ولا يجوز عكس ذلك، فالإنفاق على المرأة واجب على زوجها.
على من تجب زكاة الفطر؟
تجب زكاة الفطر على المسلمين كافة؛ سواء كانوا صغاراً أو كباراً، إناثاً أو ذكوراً. ومن الجدير بالذكر أن عدم الصيام في رمضان لا يسقط زكاة الفطر عن العبد، وإنما يجب أن يؤديها حتى وإن لم يصم شهر رمضان بعذر مقبول شرعاً. وزكاة الفطر مستحبة في حالة واحدة؛ وهي الجنين في البطن، فإخراجها عنه يعتبر مستحباً وليس واجباً.
ويخرج راعي المنزل زكاة الفطر عن أفراد أسرته، من الذكور والإناث و الكبار والصغار، ما دام يقوتهم. ولا يمكن إخراجها عن الكافر؛ مثل عاملات المنزل إن لم يكنّ مسلمات.
وقت إخراج زكاة الفطر
يجب أداء زكاة الفطر في ليلة عيد الفطر، وتكون أوقات إخراجها على النحو الآتي:
- وقت الجواز: وهو إخراج زكاة الفطر قبل يوم عيد الفطر؛ بيوم أو يومين.
- الوقت الفاضل: يبدأ من فجر يوم عيد الفطر إلى ما قبل خروج الناس إلى صلاة العيد وأدائها؛ فإخراجها بعد صلاة العيد يجعلها تقبل كصدقة وليس كزكاة الفطر.
- وقت القضاء: وهو الوقت ما بعد صلاة العيد، ولكن ذلك مكروه.
أنت الآن تعرف حكم زكاة الفطر، ومقدارها، ومتى يجب عليك تأديتها. ولا تنس خلال إخراج زكاة الفطر في آخر أيام شهر رمضان الفضيل؛ أنها وجه من أوجه شكر الله على نعمته؛ فقد رزقك عاماً آخر من الطاعة والمغفرة، وعاماً آخر للصيام والقيام.