فضل الزكاة والصدقة وما هي أنواعهما
لا خير في مجتمع يعيش كل فرد فيه لنفسه، ولا يفكر في ما يحتاجه غيره؛ فتجد الجوعى والمشردين على الطرقات، والمساكين تحت أسقف المنازل المهترئة، وآخرين ممن هزمهم الفقر يلجؤون للاحتيال أو السرقة.
ولهذا أوجد الله تعالى كل من الزكاة والصدقة لتحقيق العدل في المجتمع الإسلامي، ونشر الألفة بين أفراده، وتعزيز الشعور في دواخل المسلمين بما يعانيه الآخرون. سنحدثك خلال هذا المقال عن فضل الزكاة، وفضل الصدقة، وأنواع كل منهما. لكن قبل ذلك.. دعنا نعرف معاً ما الفرق بين الزكاة والصدقة.
ما الفرق بين الزكاة والصدقة
رغم أن الزكاة تندرج تحت الصدقة، إلا أن مفهوم الصدقة الواسع يبرز عدّة اختلافات بينهما، وفيما يلي بعض منها:
-
المفهوم
الزكاة هي مقدار من المال يقدمه المسلم للفقراء والمحتاجين، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، ونستدل على ذلك من الحديث النبوي الشريف: عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم.
أما الصدقة فهي كل ما يقدمه المسلم عن طيب نفس للفقراء والمساكين، بغية التقرّب من الله والتكفير عن الذنوب؛ وتشمل أنواع الصدقة كلّاً من: الصدقة النافلة، والصدقة المفروضة (الزكاة).
-
الحكم
يكون تفصيل الحكم الشرعي للصدقة والزكاة على النحو الآتي:
- الصدقة النافلة: وهي مستحبة، ونستدل على ذلك من قوله تعالى في الآية رقم 271 من سورة البقرة: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
- الصدقة المفروضة (الزكاة): وحكمها الوجوب، وذلك لأنها من أركان الإسلام الخمس، ولذكر وجوبها في مواضع عديدة في القرآن الكريم؛ أحدها قوله تعالى في الآية رقم 43 من سورة البقرة: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).
أنواع الزكاة
بما أن الزكاة فريضة؛ وضع الإسلام قوانيناً تضبط كيفية إخراجها، ومتى يكون المسلم ملزماً بإخراجها، ويمكن توضيح هذه القوانين من خلال فهم أنواع الزكاة، وهي كالآتي:
-
زكاة المال
يجب أن يبلغ المال الذي يمتلكه الفرد النصاب الذي يحدده المفتي العام لكل دولة؛ حتى تجب عليه الزكاة. ويتم حساب مقدار الزكاة بضرب قيمة المال بـ 2.5%؛ والرقم الناتج هو مقدار المال الذي يجب أن يتزكى به صاحبه.
-
زكاة الذهب والفضة
تجب زكاة الذهب أو الفضة على المسلم عندما يمتلك ما مقداره: 87.5 غراماً من الذهب أو 612.4 غراماً من الفضة. وإذا بلغ ما يملكه من هذين المعدنين النصاب، يجب أن يقوم بحساب مقدار الزكاة.
-
زكاة التجارة
يتم إخراج هذا النوع من الزكاة عن البضائع والسلع التي يعرضها البائع للتجارة، وتنطبق عليها العديد من الشروط؛ وضحتها دائرة الإفتاء العام الأردنية بالتفصيل؛ ليتمكن التجار من حساب ما يستحق عليهم من زكاة التجارة.
-
زكاة الزروع
تجب الزكاة بما يخرج من الأرض من الزرع والمحاصيل؛ وذلك تنفيذاً لأمر الله تعالى في الآية الكريمة رقم 141 من سورة الأنعام: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ). وبيّنت دائرة الإفتاء الأردنية شروط زكاة الزروع، والصفات التي يجب أن تنطبق على المحاصيل حتى تجب الزكاة فيها.
-
زكاة الفطر
تؤدى زكاة الفطر في آخر أيام شهر رمضان الكريم، ومع أولى ساعات عيد الفطر المبارك في الأول من شهر شوال من كل عام هجري، وهي فريضة على كل مسلم مهما بلغ مقدار المال الذي يمتلكه.
يمكنك معرفة كل ما يتعلق بزكاة الفطر من خلال مقال حكم زكاة الفطر وشروطها.
-
زكاة الأنعام
تجب زكاة الدواب والأنعام في كل من البقر والغنم والإبل، ويجب أن يبلغ عددها النصاب الذي يحدده المفتي العام للدولة حتى تجب الزكاة على صاحبها، وذلك لأن النصاب يعتمد على عمر تلك الدواب، وأيها قد بلغت، وأيها أصبحت مسنة.
عن فضل الزكاة وفضل الصدقة
تطهر الزكاة مال صاحبها وتضاعفه، وتقربه إلى الله تعالى طالما أنه يقدّم هذه الزكاة بنفس مؤمنة، طالبة لرضى الله تعالى. كما أنها تنقي نفسه من الطمع وحب المال. ولا تختلف الزكاة في فضلها عن الصدقة؛ فالصدقة تطهر النفس كذلك، وتهذّبها من البخل والأنانية.
أما عن فضلهما في خدمة المجتمع؛ فيظهر فضل الزكاة جلياً في تكافل المجتمع، وإحقاق العدل في توزيع المال بطريقة منصفة بين مالكيه ومستحقيه. كما أن الزكاة تعزز في فكر الغني حقيقة امتلاكه لهذا المال؛ فهو غير دائم له، بل هو ملك لله تعالى.. رزقه به، ويسره كسبيل للفقراء للحصول عليه. ولهذا أثر كبير على نفس الفقير؛ إذ سيشعر بالمواساة، وتتفرج به كربه، ويستشعر كرم الله عليه.
أما الصدقة بوجوهها العديدة؛ كالتبرعات العينية والمالية، أو حتى الكلمة الطيبة والأعمال التطوعية؛ فتزيد التكافل والألفة بين المسلمين، وترسّخ في أنفسهم ضرورة تقديم الخير دائماً دون مقابل دنيوي.
كما وعد الله تعالى بفضل الصدقة والزكاة في الآية الكريمة 261 من سورة البقرة: (تضاعف الصدقة المال وتزيد البركة فيه لقوله تعالى: مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍۢ مِّاْئَةُ حَبَّةٍۢ ۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ.)
كيفية أداء الزكاة والصدقة
قد يكون أحد أقاربك بحاجة ماسة إلى الصدقة والزكاة، وهم الأولى بها في هذه الحالة، أما إن لم تجد من الأقارب من تقدم له الزكاة أو الصدقة؛ فإن جيرانك الفقراء وأهل بلدك من الفقراء والمساكين جميعهم مستحقون للزكاة والصدقة. ولنساعدك على تأدية كل منهما بشكل صحيح، قمنا في تكية أم علي بتخصيص برنامج خاص بجمع أموال الزكاة وإيصالها إلى مستحقيها. قم بأداء زكاة أموالك الآن مع تكية أم علي.