الأمور التي يجب مراعاتها عند القيام بالزكاة
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
الزكاة هي ركن الإسلام الثالث وأهم ركائزه، وأسمى صور التكافل الاجتماعي بين المسلمين، ووسيلة لتحقيق التوازن الإقتصادي في المجتمع أيضًا. ومن يتفكر في نظام الزكاة يعجب من شمولية هذا الدين وعدالته. ولكن، ما هي الزكاة، وما شروطها وأحكامها، وعلى من تجب؟ وماذا نعني بالنصاب، وكيف يُحسب؟ ومن هم المستحقون للزكاة؟ كل هذه الأسئلة قد تطرأ على الذهن، وفي هذا المقال، أخذنا على عاتقنا إجابة أسئلتكم.
ما هي الزكاة؟
في اللغة نعني بالزكاة نماء الشيء وتطهيره. أما الزكاة شرعًا: هي المال الذي يخرجه المسلم من ماله الخاص بكم معلوم في وقت معلوم لفئة من المستحقين المسلمين. وللزكاة في الإسلام أنواع لكل منها نصاب وأحكام خاصة: كزكاة الذهب والفضة، وزكاة المال، وزكاة الفطر، وزكاة الزرع، وزكاة الأنعام، وزكاة التجارة. أما عن وجوبها، فإنها واجبة على كل مسلم توافرت فيه شروط الوجوب، وعليه إخراجها عن نفسه وعن من تجب عليه نفقتهم؛ كالزوجة، والأولاد، والوالدَين.
ما هي شروط الزكاة؟
للزكاة نظام وأحكام وشروط محددة تضمن أن لا تشكل عبئًا على المسلمين وأن تصل لمن يحتاجها فعلًا. وحتى تجب الزكاة على المسلم، عليه أن يحقق مجموعة شروط. نذكر لكم منها:
- الإسلام: تجب الزكاة على المسلم دون الكافر.
- مُلك النصاب: هو مقدار معين من المال إن ملكه المسلم وجبت عليه الزكاة.
- إتمام الحول: أن يمر عام هجري كامل على المال دون أن ينقص.
- أن يكون المال مملوكًا ملكية تامة: فلا يجوز إخراج الزكاة من مال مقترض أو مملوك جزئيًا للغير.
- أن يكون فائضًا عن الحاجة وأن يكون مالًا قابلًا للنماء: أي أن الزكاة تكون في المال الذي لا يكون لسداد الأساسيات وأن يكون المال في ازدياد كالتجارة مثلًا.
ما هو النصاب وكيف يتم حسابه؟
نعني بالنصاب القدر الذي إذا وصل إليه المال ومرّ عليه حول كامل دون أن ينقص فتصير الزكاة حينئذٍ واجبة على المسلم. وقد قدر العلماء قيمة النصاب بربع العشر، أي 2.5%.
مثال عملي على حساب النصاب:
إذا امتلك المسلم 87.5 جرامًا من الذهب أو ما يعادلها من المال النقدي، ومرّ على هذا المال عام هجري كامل دون أن ينقص، فإن الزكاة تصبح واجبة عليه.
توضيح بالأرقام:
إذا كان سعر جرام الذهب الواحد هو 40 دينار أردني، فإن نصاب الذهب يكون:
87.5 جرام × 40 دينار = 3,500 دينار أردني.
وبالتالي، إذا امتلك المسلم 3,500 دينار أردني أو أكثر لمدة عام هجري كامل، يجب عليه إخراج الزكاة بنسبة 2.5%.
حساب الزكاة:
إذا كان المال هو 4,000 دينار أردني، يتم حساب الزكاة كالتالي:
4,000 دينار × 0.025 (نسبة الزكاة) = 100 دينار أردني.
في هذه الحالة، يجب على المسلم إخراج 100 دينار كزكاة عن ماله.
أما زكاة الفطر فلا تتبع نصابًا معينًا، بل هي زكاة تجب على كل مسلم يملك قوت يومه. ويكون وقتها بعد أذان المغرب في أخر يوم من شهر رمضان حتى قبيل صلاة العيد. ويستحب إخراجها على شكل طعام وقوت، إذ تعادل 3 كيلوجرامات من المواد الغذائية الأساسية كالطحين، والشعير، والزبيب، والأرز، والتمر، وغيرها. ولكن أجاز بعض العلماء إخراجها بما يعادل هذه الكميات من النقود.
تحري الدقة عند التبرع بالزكاة
يكون تحري الدقة بالتأكد أن المستقبلين للزكاة هم من المستحقين لها. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن عدم التحري قد يؤدي إلى فساد الزكاة. والفئات المستحقة للزكاة أو ما يسمى مصارف الزكاة هي ثمانية:
- الفقير والمسكين: من لا مال له أو من ماله لا يكفيه لسداد حاجاته. وكلاهما يستحق الزكاة ويأخذان مما يسد حاجتهما.
- العاملون على الزكاة: وهم من يقومون على الزكاة إما بالجمع أو التوزيع أو غيرها من الأعمال. ويعطى العامل قسطًا من مال الزكاة مقابل عمله، وهو عبارة عن أجرة تقدر بقدر عمله، سواء كان غنيًا أو فقيرًا.
- المؤلفة قلوبهم: هم الذين دخلوا للإسلام حديثًا ولكنّ قلوبهم ما تزال في شك. والدليل على هذا أن النبي صلي الله عليه وسلم أعطى أبو سفيان من غنائم حنين.
- فك الرقاب: على رغم أن هذا لم يعد موجودًا في حاضرنا، إلا أنه يجب الذكر أن فك الرقاب وجه من أوجه الزكاة.
- الغارمين: هم من عليهم دَين وعجزوا عن الوفاء به. فيكونون مستحقين للزكاة بهدف سداد دَينهم.
- في سبيل الله: أي لإعلاء كلمة الله سواء للغزاة في الجهاد أو في أوجه الخير.
- ابن السبيل: وهو المسافر في بلد غير بلده وليس معه ما يكفيه من المال، فيعطى من مال الزكاة ما يكفيه في الذهاب والإياب.
لذا على المسلم أن يتحرى ويتأكد أن من ذهبت إليهم زكاته هم من هذه الفئات.
التبرع بالزكاة لتكية أم علي: شارك في دفع المعاناة عن المحتاجين
تبرز الزكاة كواحدة من أهم ركائز الإسلام وشاهدة من شواهد التعاضد والتكافل بين المسلمين. وتبرز تكية أم علي كأهم المؤسسات الخيرية الأردنية التي تأخذ على كاهلها جمع أموال الزكاة وتصرفها للمستحقين بعد تحري الدقة. إذ تستقبل تكية أم علي زكاة أموال المتبرّعين ليتم تصريفهم على هيئة طرود غذائية ل22،000 أسرة محتاجة في جميع محافظات المملكة أو على هيئة طرود غذائية طارئة إلى الأسر المتضررة في قطاع غزة بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بموجب فتوى شرعية صادرة عن دائرة الإفتاء العام الأردنية.
عند التبرع لتكية أم علي، نحن لا نساعد فقط في تلبية احتياجات الفقراء، بل نشارك أيضًا في بناء مجتمع مسلم أكثر تماسكًا ورأفة. كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثيرين. تبرع الآن بزكاة مالك مع حملة زكاتك بتوصل الأردن وغزة وكن جزءًا من رفع المعاناة عن المسلمين.